القيادة والذكاء الوجداني |
التكنولوجيا |
أضيف بواسطة sa |
القيادة والذكاء الوجداني اعداد: رهام عبدالعزيز الحساوي تناولت العديد من الدراسات والأبحاث وبشكل مسهب موضوع القيادة، فعند البحث عن هذا الموضوع نجد دراسات عن أنماط القيادة وعن صفات القائد وعن أساليب القيادة وكيف يمكن للقائد أن يحفز تابعيه وغيرها من المواضيع التي لا نشكك في أهميتها وثقلها في عالم الإدارة والأعمال، فهذا الموضوع كان ومازال من أكثر المواضيع التي ناقشها باحثي ودارسي علوم الإدارة، ولكن على الرغم من ذلك نجد السؤال التالي يتبادر إلى أذهاننا عندما نرى علاقة إيجابية وثيقة بين القائد ومن يتبعه "كيف استطاع هذا القائد أن يؤثر هذا التأثير السحري على من حوله؟ وجدت بعض الدراسات (George1990, 1995) أن هناك علاقة وثيقة بين عاطفة وأحاسيس ومزاج القائد وبين إنتاجية موظفيه وعلاقاتهم الاجتماعية ومعدلات دورانهم، وهو الأمر الذي تغافلته بعض نظريات القيادة. تقول هذه الدراسات أن القائد الذي يؤدي عمله بمزاج جيد ويظهر أحاسيس إيجابية ينعكس ذلك وبشكل ملحوظ على أتباعه، أي أن المشاعر الوجدانية لها دور رئيسي في العملية القيادية. كما وجدت دراسة (Casbarro, Nancy 2019) أن للذكاء الوجداني بالفعل علاقة وثيقة بفعالية القادة. دعنا نفرق عزيز القارئ بين العاطفة والمزاج أولاً قبل أن نتطرق للعملية القيادية وعلاقتها بالذكاء الوجداني. يفرق الباحثين بين العاطفة والمزاج بمقدار الكثافة أو الشدة، فالمزاج حالة عامة من المشاعر لايمكن ربطها بحدث أو ظروف معينة وهذه الحالة منخفضة الشدة أي لا تمنع قيامنا بأداء أنشطتنا، أما العاطفة فهي أكثر شدة ويتسبب بها حدث معين وتتطلب انتباه وتستطيع أن توقف قيامنا بأداء أنشطتنا. كما أن العاطفة تعتبر عابرة مقارنة بالمزاج الذي قد يرافقنا طوال اليوم. تقول الدراسات أن تغير انفعالات القائد (العاطفة والمزاج) تؤثر على فعالية قيادته، فالانفعالات السلبية تعيق بناء روابط جيدة مع الموظفين وتمنع بناء أواصر الثقة فيما بينهم ولكن يمكن للمزاج المنخفض أن يكون فعالاً عندما يتعامل القائد مع أمر معقد ويحمل مخاطر كثيرة ويحتاج إلى تدقيق عالي وذلك لأنه عندما يكون في الحالة يميل إلى الوقوف على جميع السلبيات وتحليلها بشكل مكثف. والعكس صحيح عندما يكون في حالة مزاجية عالية قد ينطوي ذلك على عدم الانتباه للقصور في الأداء الذي لايكون واضح بشكل كبير ولكن تكون هذه الحالة جداً مفيدة في الإبداع والتفكير التكاملي والاستدلال. لذلك يمكننا من خلال ذكائنا الوجداني استغلال جميع الحالات التي يمكن أن نمر بها في صالحنا. يمر الذكاء الوجداني بأربع مراحل أساسية والتي يمكن تطبقيها في أي عملية قيادية: 1- تقييم الانفعال والقدرة على التعبير عنه، 2- استخدام هذا الانفعال لتعزيز الإدراك واتخاذ القرارات، 3- معرفة أسباب الانفعال وعواقبه، 4- إدارة الانفعال. تحمل المرحلة الأولى في طياتها قدرة الفرد على تحديد انفعالاته الشخصية بالإضافة إلى انفعالات الآخرين كما تعني هذه المرحلة قدرة الشخص على التعبير عن مشاعره وأحساسيه بدقة وليس ذلك فحسب بل قدرته على التعبير عن مشاعر الآخرين أيضاً. قد يرى بعضنا أن هذه المرحلة في منتهى السهولة ولكن في الواقع تعتبر مرحلة شديدة الصعوبة خاصة للأشخاص الذين لايستطيعون أن يعبروا عن مشاعرهم باستخدام اللغة. كما تعني هذه المرحلة قدرة الفرد على التعاطف مع الآخرين وتقديم الدعم المعنوي لهم. أما المرحلة الثانية فأهم ما يميزها هو قدرة الشخص على توظيف الانفعال (الإيجابي والسلبي) لتعزيز سلوك إدراكي يمكن الفرد من تحقيق منفعة. أما المرحلة الثالثة فهي قدرة الفرد على تحديد الأسباب التي أدت إلى شعوره بهذا الانفعال أي بمعنى آخر ماهي المواقف أو الأشخاص أو الأحداث التي تثير في الفرد هذه الأحاسيس بالإضافة إلى فهم الفرد كيف يمكن لهذه الأحاسيس أن تتطور مع الوقت. المرحلة الرابعة والأخيرة تعني قدرة الفرد على الحفاظ على الحالات الانفعالية الإيجابية وإصلاح الحالات السلبية بالإضافة إلى إدارة إنفعالات الآخرين أي القدرة على رفع روحهم المعنوية وتحميسهم لنقلهم من حالة مزاجية إلى أخرى. كلنا نعلم بالطبع أن القائد إنسان في النهاية أي عبارة عن حزمة من المشاعر والأحاسيس المختلفة التي يمكن أن يمر بها أي إنسان ولكن يمكننا القول أن هناك من يملك الذكاء الوجداني الذي يمكنه من استغلال جميع الحالات الانفعالية سواء التي يمر بها أو التي يمر بها من حوله في خدمة أهدافه وفي صالح غاياته.
|
المشاهدات 3566 تاريخ الإضافة 2020/01/09 آخر تحديث 2024/11/24 - 11:12 رقم المحتوى 139 |