ابنائنا والعالم الافتراضي |
التدريب |
أضيف بواسطة sa |
اعداد: أ. سناء العليان العالم الافتراضي (Virtual world) هو محاكاة حاسوبية ثلاثية الأبعاد, يتم التعامل من خلالها بتقمّص الأدوار مع البيئة الافتراضية المحيطة بالطفل مع الشخصيات الافتراضية على الإنترنت, وبهذا المعنى فان العالم الافتراضي عبارة عن خلق بيئات افتراضية تجذب الاطفال للتفاعل معها بنفس طريقة تفاعلهم في الحياة الواقعية، والفكرة من ذلك هي منع المدخلات الحسية من الخارج، واستخدام الإشارات البصرية والسمعية لجعل العالم الافتراضي يبدو أكثر واقعية. يعيش أبناؤنا في ظل ما هو متاح هذه الأيام من تكنولوجيا ووسائل اتصال وتواصل متعددة، عالما افتراضيا يقضون فيه وقتا طويلات من يومهم وتفاصيل حياتهم مع أشخاص غير حقيقين بحوارات وهمية وعلاقات اجتماعية بنيت على أسس خيالية يعبّر فيها الطفل عن حاجاته والمراهق عن عواطفه ويحصلون على مطالبهم من شخصيات وهمية تلبي لهم ما لا يلبيه الكبار في حياتهم. يقضي الأبناء ساعات طويلة أمام أجهزة ( ذكية ) تستطيع بذكائها جذب انتباههم وتركيزهم لساعات طويلة على حساب صحتهم ودراستهم وذاكرتهم دون أن يشعروا بالملل أو الانزعاج، فكيف لا تكون ذكية وهي أحب إليهم من أهلهم ومعلميهم وأحيانا أصدقائهم . الطفل اليوم يستمتع كثيراً بالدخول لهذا العالم الافتراضي الواسع، فهو يأخذه ولو قليلاً عن عالمه الحقيقي الذي عليه فيه أن يجدّ ويجتهد ويحصد ما تزرعه يديه, ومع ذلك فإننا نحاول أن نساعده ليدرك حقيقة العالم الحقيقي ووهمية ذلك العالم الافتراضي، فذلك العالم لا يوجد إلا عبر شبكات الإنترنت وفي ألعاب الفيديو والأجهزة الخلوية وآخر صرعات التكنولوجيا. أعلم أن الكثير ممن قرأ هذه الأسطر يمارس معظمها أو على الأقل بعضها وأعلم أننا نعترف بممارستها، لكننا لا نعلم أن سكوتنا عن أضرارها هو اعتراف بأننا نهلك أبناءنا ونقذف بهم إلى عالم افتراضي مليء بالإغراءات وسنخسر معها جيل بأكمله من الأطفال الابرياء, وما حركات وتصرفات الاطفال اليوم إلا الشرارة الأولى في احتراق هذا الجيل. |
المشاهدات 753 تاريخ الإضافة 2024/03/12 آخر تحديث 2024/11/24 - 06:15 رقم المحتوى 1026 |