اعداد : أ. سعد الثويمر

ونجد أن أصل كلمة الثقافة في اللغة العربية مأخوذ من الفعل ( ثقف ) بضم القاف و كسرها .وهي  تطلق على معاني عديدة مثل :  الفطنة ، و الذكاء و سرعة التعلم و التأديب و التهذيب ، والعلم و المعارف و التعليم و الفنون. وتستخدم كلمة ثقافة في اللغة العربية على حسن المنطق وفطنة الإنسان، وذلك لأنّ الشخص المثقف هو الذي يتعلم أموراً جديدة كل يوم في إطار معرفي شامل يفيد به نفسه والآخرين. وتعتبر الثقافة الإسلامية لقب علم مركب ، المركب يتكون من كلمتين هما : الثقافة والإسلام .

 و أن مصدر الثقافة الإسلامية مصدر رباني لا بشري، لأنها تستمد أساسًا من الوحي الإلهي كتاباً وسنة والثقافة الإسلامية ثقافة ربانية تقف في مواجهة كل الثقافات المادية، وتبنى على أساس قوي من الإيمان بالله. وتتعدد التعريفات للثقافة الإسلامية وهي معرفة مقومات الأمة الإسلامية العامة، بتفاعلاتها في الماضي والحاضر، من دين ولغة وتاريخ وحضارة، وقيم وأهداف مشتركة بصورة واعية هادفة. ويمكن تعريف الثقافة الإسلاميّة على أنها كلّ ما يختص بالمسلمين، وبإنتاجاتهم في كافّة المجالات، وبالتعاليم الدينيّة التي جاءت بها الديانة الإسلامية الحنيفة، بالإضافة إلى التاريخ الإسلامي منذ عهد الرسول محمّد –صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا. فالثقافة الإسلاميّة مصطلح واسعٌ جدَّاَ، ويتضمّن على العديد من الأمور.

ولا تنحصر أهميّة الثقافة الإسلاميّة في مجال واحد فقط؛ بل هي تمتدّ لتشكّل العديد من المجالات المختلفة والمتنوعة، ومن هنا كان لا بد من التفصيل في أهميّة الثقافة الإسلامية في كل ناحية من النواحي المختلفة. فالثقافة الإسلامية تُشكّل حصانةً فكريةً للمسلم، بحيث يتمكّن من خلالها التمييز بين الغثّ والسمين، وأن يمتلك بها المقاييس التي تدلّه على المقبول والمرفوض في شريعة الإسلام، فيتحصّن عندها من كلّ دعوةٍ هدّامةٍ، أو فكرٍ مُغرضٍ، أو منهجٍ لا يوافق منهج الإسلام. وتبرز أهمية الثقافة الإسلامية في كونها مِعْولاً هامّاً، وحاجةً لا غنى عنها في معالجة مشكلات التي تعصف بالعالم الإسلامي، حيث إنّ المسلم بثقافته الإسلامية العالية والواعية قادرٌ ومؤهّلٌ لوضع الحلول النّاجعة لكلّ التّحديات المعاصرة التي تواجه البشرية اليوم.