تحوُّلات التعليم فـي زمن ما بعد الكورونا |
التدريب |
أضيف بواسطة sa |
اعداد: د. فهد شخير المطيري من أبرز تحوُّلات التعليم في زمن ما بعد كورونا، وقد بدأنا نتلمس بعضه، هو الاتجاه المُتصاعد بقوَّة نحو استخدام التقنيات المتقدِّمة، وإنشاء مزيد من البوابات والمنصَّات، لمختلف مراحل التعليم، خاصة بعد أن أثبتت فاعليتها في وقت شِدة الجائحة. وأهم الأنماط الجديدة ذات البنية الرقمية في التعليم هي التالية: • التعليم عن بُعد: وقد استُخدم هذا النمط، في كثير من دول العالم، كبديل للتعليم التقليدي، منذ بداية ظهور الجائحة. ومن حيث نتائجه الإيجابية، كان مُبهراً للجميع. إذ يقول أ. د. خالد الصالح، نائب مدير جامعة عجمان بدولة الإمارات العربية المتحدة: «لقد كانت مُفاجأة سارة أن تواصل العمل بلا انقطاع، وعلى نحو أفضل مما توقعته معظم مؤسسات التعليم، من حيث تقديم الدورات، واستجابة الطلاب، وتكيُّف أعضاء هيئات التدريس مع هذا النمط من التعليم، حتى حُضور الطلاب كان أفضل من واقع الحضور في فصول الدراسة». ويُشير روبرت جينكينز، مُدير التعليم في اليونسيف، إلى أن الجهود التي بُذِلت من جانب كثير من الحكومات، للوصول إلى التلاميذ أثناء الإغلاق، كانت كبيرة ومُثمِرة، وصارت لدينا أدلَّة على أن التعليم وصل إلى تلاميذ لم يكن يتم الوصول إليهم، عندما كانت المدارس مفتوحة • التعليم الإلكتروني: الذي يجمع بين التعليم عن بُعد، والتعليم داخل الفصل الدراسي، وذلك من خِلال وسائل وآليات الاتصال الحديثة، من حاسبات وشبكات ووسائط مُتعدِّدة، تجمع بين الصوت والصورة والرسومات، وآليات البحث، ومكتبات رقمية، بهدف الوصول إلى الدارس بأقصر وقت، وبأقل جهد، وأكبر فائدة. ومن المُتوقَّع أن يسود هذا النمط التعليمي، في مُعظم مؤسسات التعليم حول العالم، خلال المستقبل المنظور، ومن أهم أشكاله ما صار يُعرف بالتعليم المُدمج، الذي يجمع بين التعليم المُعزَّز بالتقنيات، والتعليم المباشر (وجهاً لوجه).. • الذكاء الاصطناعي: يتصاعد الاتجاه نحو اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، من أجل تعزيز التعليم عبر الإنترنت، وبرمجيات التعلُّم التكيفية، وأدوات البحث التي تُتيح للطلاب سُرعة التفاعل، والاستفادة من المعلومات، واكتساب المهارات. عندما تتراجع شِدة الجائحة، وتبدأ الدول في فتح مدارسها أمام الطلاب - وسيكون ذلك غالباً على مراحل - فإن ثمَّة تحوُّلات مُهمَّة سوف تطرأ. إلَّا أن هذه التحوُّلات سوف تتباين، وفقاً للإمكانات المادية، والخطط التي تعتمدها كل دولة. وسيشهد قطاع التعليم الأساسي أوضاعاً جديدة في كثير من دول العالم على وجه العموم، من بينها: • التباعد الاجتماعي: حيث سيكون الولوج إلى الفصول الدراسية مُتدرجاً، وسيُراعي على نحو مدروس مبدأ التباعد الاجتماعي. فلا مُصافحات، ولا تقارب جسدي. وستبقى الصداقات، والشبكات الاجتماعية، وكثير من الأنشطة، مُعلَّقة. • تعدُّد فترات الدوام داخل المبنى المدرسي الواحد: فالحاجة إلى التباعد الاجتماعي بين الطلاب ستفرض عدداً أقل منهم داخل الفصل. ومن ثم سيُصبح من الضروري أن تعمل المؤسسات التعليمية فترتين، وربما ثلاثاً كل يوم، خاصة في المدارس المُكتظَّة بالطلاب. وهذا بلا شك سوف يضع مزيداً من الضغوط على أعضاء هيئة التدريس والطاقم الإداري. • تراجع الدراسة في الخارج: حيث تأثَّرت كُل أشكال التعليم الدولي بالجائحة، وسيستمر ذلك لبعض الوقت على الأقل، ويمتد هذا التأثير إلى خطط الدراسة بالخارج، وبرامج التدريب، وتبادل الخبرات. • اكتساب مهارات جديدة: بعد قضاء شهور في التعليم المنزلي، خلال فترة الإغلاق، أصبح الطلاب على معرفة أكبر بأدوات ووسائل تكنولوجيا التعليم، مع تمتعهم بالقدرة الكافية على التحكم في دروسهم الخاصة، فلن يكونوا طلاباً يتعلَّمون الدروس الموجَّهة وفقاً للمناهج الدراسية فقط، بل سيكتسبون أيضاً الخِبرات في عديد من التطبيقات الجديدة المتاحة، التي يمكنهم استخدامها للدراسة والتعلُّم. • إعادة تعريف دور المُعلِّم: وسيتغيَّر مفهوم دور المعلم باعتباره صاحب المعرفة، الذي يُضفي الحِكمة على طلابه، خاصة مع توسُّع دوائر ولوج الطلاب إلى الموارد المعرفية عبر نظم التعليم الرقمي، التي يتقلص فيها دور المعلِّم التقليدي. • الحقيبة المدرسية ستُصبح أخف: في المُتوسِّط، يحمل تلميذ في مدرسة هندية على سبيل المثال، ما بين 3 و8 كيلوغرامات من الوزن كل يوم، عند ذهابه إلى المدرسة. وعادة ما يحمل إلى جانب الكُتب الدراسية والمُفكِّرات، صندوق غذاء، وزجاجة ماء. إن التوسُّع الذي طرأ في استخدام التكنولوجيا، سيُساعد حتماً على التخلُّص من بعض هذا الوزن، والواجبات المدرسية / المنزلية أيضاً ستتحرَّك بشكل متزايد على الشبكة الرقمية. وعلى مُستوى المناهج الدراسية، فإن تحوُّلات مهمة أيضاً سوف تفرض نفسها، لتواكب واقع ما بعد الجائحة، خاصة مع ظهور برامج تعليمية جديدة، تتبنَّى الاستراتيجيات الذكية في بناء المُحتويات التعليمية، عبر استخدام أحدث التطبيقات، التي تطوِّرها الشركات الناشئة، وكُبرى المؤسسات في قطاع التعليم. فمن المعلوم أن في منظومات التعليم التقليدية، يتعلَّم الأطفال، من فئة عُمرية واحدة، المناهج نفسها تقريباً، من دون النظر إلى اهتمامات كُل طفل، أو مهاراته الفردية. إلَّا أنه في المناهج الجديدة، وبفضل ما استُحدِث من بنية تحتية رقمية عالمية، سوف يُتاح للطلاب إمكانية الاختيار، والتعلُّم بالوتيرة التي تُناسبهم، والانتباه أكثر للأشياء التي يستمتعون بفعِلها. يقول خبير التعليم الدولي ساندريب غويال: «إن وجود قصور في فاعلية المنهج التقليدي «مقاس واحد يُناسب الجميع»، سوف يدفع نحو الاتجاه إلى استخدام تحليلات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي بشكل صحيح، ورُبما يُمكِّن من إنشاء تجارب تعلُّم شخصية، وهذا سيُساعد بدوره على حل بعض هذه التحديات، من خِلال تجربة تعليمية مُخصصة، تجعل لكُل طالب منهجاً فريداً تماماً، مُصمماً بالكامل وفقاً لقُدراته واحتياجاته الفردية. وهذا من شأنه زيادة الحافزية لدى الطلاب، والتقليل بشكل كبير من احتمالية التسرُّب، كما يُمكن أن يوفِّر أيضاً للمعلمين فهماً أفضل لعملية التعلُّم لكل طالب، والتدريس على نحو فاعل.. وسيخضع الفحص والتصحيح للتغيير، حيث إن مُعطيات ثورة التقنية الحديثة، ستُساعد المُعلِّمين على التعامل مع التقييم، وتتبُّع أداء كل طالب بملل أقل، ووضع الدرجات على نحو عادل.. إن هذه المهام ستصبح بسيطة، مما سيتيح للمعلمين مزيداً من الوقت والجهد للتركيز على تحسين الدورة التعليمية وجودة التدريس وتطوير الكفاءة. تم وضع نظاماً جديداً للدوام الدراسي، يقوم على قواعد رئيسة، أبرزها:
|
المشاهدات 2426 تاريخ الإضافة 2021/05/31 آخر تحديث 2024/11/10 - 05:00 رقم المحتوى 543 |