فهم التهديد وخطوات الحماية الفعالة ضد الانتحال الصوتي
في ظل التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ظهرت تحديات أمنية جديدة أبرزها هجمات التزييف الصوتي (Deepfake Voice Attacks). هذه الهجمات تستغل الأصوات المصطنعة لانتحال شخصية الأفراد، ما يهدد أمن البيانات الشخصية والمالية للشركات والأفراد على حد سواء. يتطلب التصدي لهذا التهديد استراتيجيات دفاعية صارمة ووعيًا متزايدًا بالتقنيات الجديدة التي يستخدمها المهاجمون.
ما هو التزييف الصوتي
هو عملية استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي لإنشاء نسخة رقمية مطابقة لصوت شخص معين، قادرة على نطق أي نص مكتوب.
 يستخدم المهاجمون عينات صوتية قصيرة مسجلة للشخص المستهدف لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي، ثم يولدون مكالمات أو تسجيلات صوتية مقنعة لخداع أنظمة الأمان البيو مترية أو الاحتيال على الأفراد. 
تكمن خطورة هذه التقنية في قدرتها على تجاوز وسائل التحقق التقليدية التي تعتمد على مطابقة نبرة الصوت.
تتضمن آليات العمل جمع البيانات الصوتية من مصادر مختلفة مثل وسائل التواصل الاجتماعي أو التسجيلات العامة، ثم يتم استخدام شبكات عصبونية عميقة لتقليد الخصائص الصوتية المعقدة بما في ذلك التنغيم واللهجة وطريقة النطق. هذه التقنية تتيح للمهاجم انتحال هوية المدير التنفيذي لشركة أو أحد أفراد العائلة للحصول على معلومات حساسة أو تنفيذ تحويلات مالية غير مصرح بها.
لماذا تشكل هذه الهجمات تهديدًا خطيرًا
التهديد الرئيسي للتزييف الصوتي يكمن في استهداف أنظمة المصادقة البيو مترية التي بدأت تنتشر بشكل واسع، خاصة في الخدمات المصرفية والمؤسسات التي تستخدم الصوت كعامل للتحقق من الهوية. هذه الأنظمة غالبًا ما تكون مصممة للتعرف على الصفات الفيزيائية للصوت البشري، لكنها قد تفشل في التفريق بين الصوت الحقيقي والصوت الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي.
بالإضافة إلى الأنظمة التقنية، يستغل التزييف الصوتي الجانب البشري، حيث يستخدم لخلق سيناريوهات طوارئ وهمية أو طلبات عاجلة من شخصية موثوقة (مثل المدير أو أحد أفراد الأسرة)، مما يدفع الضحية إلى اتخاذ إجراءات سريعة دون التفكير النقدي في مدى صحة المكالمة. هذا النوع من الهندسة الاجتماعية هو الأكثر انتشاراً وفتكاً في الوقت الحالي.