وسائل التواصل الاجتماعي وعزوف الطلاب عن البحث والتدريب

اعداد: أ.حصه بن سلامه

    في عصر التكنولوجيا الرقمية، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الشباب، وخاصة الطلاب. ومع تزايد الاعتماد على هذه المنصات، ظهرت تأثيرات سلبية على سلوكيات الطلاب، ومن أبرزها عزوفهم عن الأنشطة الأكاديمية مثل البحث العلمي والتدريب. ومن أهم الأسباب والآثار السلبية الرئيسية لوسائل التواصل الاجتماعي هو تشتت انتباه الطلاب، حيث تؤدي الإشعارات المستمرة والتصفح العشوائي إلى ضعف التركيز في المهام الأكاديمية، مثل البحث العلمي، مما يقلل من اهتمامهم بالتحليل والتدريب.

كذلك اعتماد الطلبه على المعلومات السريعة، حيث توفر وسائل التواصل الاجتماعي معلومات سريعة ومختصرة، مما يعزز ثقافة (التعلم السريع) لدى الطلاب. بدلاً من الغوص في الكتب والمصادر الأكاديمية، هذا النمط من التعلم يقلل من قدرتهم على البحث العميق والتفكير، مما يؤدي إلى عزوفهم عن المشاركة في أنشطة بحثية جادة.

ومن الاثار السلبيه كذلك ضعف مهاراتهم البحثية، سببها الاعتماد المفرط على وسائل التواصل الاجتماعي، يتأخر الطلاب في تطوير المهارات البحثية الأساسية، مثل جمع المعلومات من مصادر موثوقة، وتحليل البيانات، وكتابة التقارير العلمية. هذا العجز يزيد من شعورهم بالإحباط عند مواجهة مهام بحثية، مما يعزز عزوفهم عن المشاركة في مثل هذه الأنشطة. أما فيما يتعلق بالتدريب، فإن وسائل التواصل الاجتماعي قد تقلل من فرص الطلاب في التدريب العملي. حيث يفضل بعضهم التفاعل الافتراضي بدلاً من البحث عن فرص ميدانية، مما يحد من اكتسابهم للمهارات والخبرات اللازمة لسوق العمل.

 من الحلول المقترحة للتغلب على هذه المشكلة، هي توعية الطلاب بأهمية البحث العلمي والتدريب العملي، وتشجيعهم على تقليل الوقت الذي يقضونه على وسائل التواصل الاجتماعي. كذلك تعزيز المهارات البحثية من خلال ورش عمل ودورات تدريبية تركز على كيفية البحث العلمي واستخدام المصادر الموثوقة. أيضا وضع قيود زمنية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتخصيص أوقات محددة للأنشطة الأكاديمية والبحثية.

لذلك يمكن الحد من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الطلاب من خلال التوعية وتعزيز مهاراتهم الأكاديمية والعملية، مما يساعدهم على تحقيق توازن بين التكنولوجيا والأنشطة الجادة لضمان النجاح الأكاديمي والمهني.